قدمت دراسة علمية حديثة دلائل تشير إلى وجود ارتباط بين نقص فيتامين "د" وحالات الربو الشديدة عند الأطفال لتلمح بذلك إلى دور زيادة مستويات هذا الفيتامين، في التخفيف من معاناة هؤلاء الصغار.
وكانت دراسات مخبرية سابقة أظهرت أن مستويات فيتامين "د" قد تؤثر على استجابة خلايا المجاري التنفسية، للعلاجات الستيرويدية المعروفة بالبخاخات، إلا أن الدراسة الأخيرة كانت الأولى التي تكشف عن ارتباط هذا الفيتامين بشدة تفاقم الربو عند الأطفال، وفقا لتجارب سريرية.
وأجرى فريق البحث الذي ضم مختصين من جامعة هارفارد الأمريكية دراسة شملت نحو 600 طفل مصاب بالربو من كوستاريكا، جميعهم يقطنون في منطقة تشتهر بارتفاع معدلات انتشار حالات الربو بين سكانها.
وخضع كل من الأطفال المشاركين للتقييم بهدف تحديد مؤشرات الإصابة بالتحسس، ليشمل ذلك اختبارات التحسس العام واختبارات التحسس تجاه مواد محددة.
كما تم تقييم حالة وظائف الرئة عند جميع الأطفال، بالإضافة إلى قياس مستويات فيتامين "د" لدى كل منهم.
وتشير نتائج الدراسة إلى أن الأطفال الذين امتلكوا مستويات منخفضة من فيتامين "د"، كانوا الأكثر عرضة لتلقي الرعاية داخل المستشفى بسبب إصابتهم بالربو، وذلك خلال العام الذي سبق الدراسة.
كما أظهر هؤلاء الأطفال ميلا أكبر للمعاناة من زيادة نشاط المجاري التنفسية، وكانوا الأكثر لاستخدام للعلاجات الستيريويدية بواسطة ما يسمى البخاخات، طبقا للدراسة.
ويرى الباحثون أن تلك الدراسة هي الأولى التي تكشف عن وجود ارتباط عكسي بين مستويات فيتامين "د" في الدم، ومستوى مؤشرات شدة الربو والتحسس، لتشير بذلك إلى منافع صحية إضافية لاستخدام مكملات الفيتامين "د" في مجال السيطرة على الربو، إلى جانب فوائدها فيما يختص بتحسين الحالة الصحية للعظام.
وأشاروا إلى ضرورة إجراء المزيد من الدراسات السريرية لغايات تحديد ما إذا كان تزويد الأطفال الصغار بمكملات فيتامين "د"، يمكن أن يساعد على منع تطور إصابتهم بالربو.
ومن وجهة نظر الفريق، تتطلب زيادة مستويات فيتامين "د" في الدم، تعديل بعض السلوكيات عند الأفراد، إذ إن البقاء في الأماكن المغلقة وزيادة استخدام الكريمات الواقية للشمس والملابس التي تمنع تعرض الجلد لأشعة الشمس، يؤديان إلى انخفاض مستويات فيتامين "د" في الجسم.